انزلاق

-هل أنا القطرة المسحوبة مع القطرات بقوة جريان النهر المجنون الذي هو الحياة؟

– أم أنا شجرة تتحسّر على ظل روحها في صفحة نهر لايعرف بوجودها أصلاً في رحلة انطلاقته السريعة نحو المجهول؟

Loading

كما لا يستطيع النهر مهما أسرع في جريانه أن يمنع الأشجار من النظر إلى ظلالها فيه.
وكما لا يستطيع منع الهواء من خلق التجاعيد في جبين وجهه ..حتى و لو كانت لمسات هواء رقيقة لا صفعات عاصفة …
كذلك ربما:
أفكر الآن في أن الحياة كهذا النهر .. والمخلوقات مياهه، والظلال والهواء والأشجار هي الكون الخارجي العاصف.
أغمض عينَي لأتمنى أمنية طفولية بأن تتوقف جميع الأشياء وأكون خارجها، وأخرج من جلدي في رحلة بحث عن نفسي. وأتساءل: تُرى أين سأكون في هذه الصورة الجذابة المجمدة؟:
-هل أنا القطرة المسحوبة مع القطرات بقوة جريان النهر المجنون الذي هو الحياة؟
– أم أنا شجرة تتحسّر على ظل روحها في صفحة نهر لايعرف بوجودها أصلاً في رحلة انطلاقته السريعة نحو المجهول؟
– أم أنا ذاك الهواء الغريب الآتي عبر الزمن، خفيفاً رشيقاً انسيابياً لا يشعر بوجوده أحد؟
أبدل على عجل أمكنة القطرات المكونة للنهر، أتهيّأ الصعودَ إلى حواف الضفاف المتعاكسة، فأنزلق عبر بوابة الزمن لأعود إلى مكاني . . في ” اللامكان”
أنا كل شيء في اللاشيء.. فلمَ السؤال؟
رنـا سميع قاسم
11/7/2022

Loading

الكاتب: Rana Kasem- SYR

رنا سميع قاسم اللاذقية 10 حزيران 1983

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *