قصاصة مرتدة

عندما تفتح يدك وتعيد إغلاقها . . ستحتفظ بهواء آخر . . بحياة أخرى، وموت آخر .. 
لا يمكنك الاحتفاظ بحفنة الهواء ذاتها أكثر من مرة واحدة .. لقد أطلَقَتْك فأطلقها”

Loading

“الحياة والموت حفنتان من هواء .. لا تستطيع أن تحكم قبضتك عليهما لتقولبهما كما ومتى تشاء .
عندما تفتح يدك وتعيد إغلاقها . . ستحتفظ بهواء آخر . . بحياة أخرى، وموت آخر ..
لا يمكنك الاحتفاظ بحفنة الهواء ذاتها أكثر من مرة واحدة .. لقد أطلَقَتْك فأطلقها”

قصاصة الكترونية كتبتها منذ 2016، ولازالت حروفها عالقة على صفحة وورد، بخط صغير جدًّا. وجدتها الآن، أو أنها وجدتني لا أدري، لكن ما خطر لي بعد أن أعدتُ قراءتها فكرة أن الحجارة لا تسقط علينا من السماء عبثًا، إنها رسالة من (2016) للـ (2022). وجلستُ أكتب وأطرح على نفسي الأسئلة:
– ما الذي كان يحدث بي على مدة ثلاثة أيام؟
– أين اختفى اليقين وكيف جرتني بوستات الهداية إلى الرد على ما أراه الآن ( سياسة باسم الدين، لا دين ولا رسل ولا رسالات ربانية. لقد شوّه الإنسان الذي تركوه على هذا الكوكب بمحدوديته كل شيء وأول الأشياء وآخرها حياته وحياة الآخرين). ربما هذا السبب في انخفاض اليقين الذي طرأ.
– أو ربما هي الجدران الأربعة التي تحاول إعادتي إلى كينونة الفراغ الفكري والاستكانة لماتريكس المجتمع الذهبي القائم على العادات والموروثات والتبعية القبلية والاستثناءات للسادة دون العوام. وأتساءل الآن: كيف استطاعوا تطبيع الزمن بهذا الهراء؟ وكيف كرموا أنفسهم بالاستثناءات دونًا عن الآخرين؟ ثم كيف استطاع الآخرون على مر العصور تحجير عقولهم والمشي عراة الإرادة خلف هيمنة فكرية لا أساس لها؟!

– أو ربما مقطع الفيديو الذي شرحوا فيه الحال الذي آلت إليه حياة ابنة فيكتور هوغو، الفتاة الوحيدة التي سلمت من الموت لكنها لم تسلم من الحياة؟ وصنفت على أنها بطلة أكثر قصص الحب مأساوية من طرف واحد. كيف يمكن لأحد أن يهشم قلبًا زجاجيًا كهذا؟ وكيف لهذا القلب أن يصدق كذبة نمت في عقله حتى غيبتها عن الحقيقة؟
– جميعنا نتغير بشكل أو بآخر، بزمن أو في زمن آخر.. وجميعنا نسخ مطورة من ذواتنا القديمة، ونتائج اختباراتنا سواء التي اضطرتنا الحياة إلى تكرارها، أو اختفت كأنها لم تكن تاركة وراءها جلدًا لم يعد يصلح للاستعمال لا يأكله الدود ولا يعطره هواء. لكن ابنه هوغو حافظت على جلد لم تستحقه رداء ولم تعد النظر في مرآة روحها فانفصلت أو كانت في عالم أكثر نقاء من القسوة التي غرقت بها.

– ربما السبب هو رغبة قطي الأسود في الانعزال والتألم وحيدًا وزياراته الطويلة خارج المنزل وعودته وكأنه لا يعرفنا ولم نعد نعجبه؟ ربما هو الخوف من برودة مشاعره تجاهنا وهو الصغير الذي كبر بيننا على مر ستة أشهر تقريبًا. هل كبر وسوف يغادر؟ هل يعطيني درسًا في مصطلح (Let go). هو الذي صنع قدره بيده ودخل بيتنا عنوة ودخل قلوبنا بموائه الهادئ بلا استئذان. هل كان هذا القط يستخدمنا يا تُرى؟ أيضًا لا ندري وحتى إن وكنا ندري فنحن لا نشعر نحوه سوى بالامتنان. فهل هذا هو الدرس؟

رنا سميع قاسم

27/5/قصاصة، مرتدة، الحياة2022 / 2:50 ppm

Loading

الكاتب: Rana Kasem- SYR

رنا سميع قاسم اللاذقية 10 حزيران 1983

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *