أبواب من ضباب

– يقول: لم يفت الأوان بعد.
و تقول: الأوان ماض مستمر في التقادم.
أبواب من ضباب

Loading

 أبواب: هي مجرد فكرة عابرة، أو فكرة مقيمة، أو فكرة رحّالة، هكذا هي أوهامنا أو أحلامنا الصغيرة أو مساحتنا الضيقة من الرؤية لكل شيء وكل فترة زمنية أو مكانية أو حتى للأشخاص المتسربين من وإلى نوافذنا الحياتية كشعاع ضوئي من خيوط كوكب مشتعل..فكرة عابرة خارج نطاق الزمن المحسوس أو المحسوب.

ونحن الوطن الذي يمنح جوازات السفر وتذاكر الذهاب والإياب وصلاحيات الإقامة والترحيل والهجرة للأشخاص والأحداث لنا ومن حولنا، كحياة قابلة للطي داخل باب موصَد. فلا نحسب الباب المفتوح كالباب الموارب حيث الإطلالة الكاملة أو المجتزأة ليست سواء، لكن ثقلها الحقيقي في مصداقية المنظر أو الحكاية التي سُمح لنا بمشاهدتها.

في خطوة ما على الطريق أيّاً كان شكله أو خواصه الزمانية، نتوقف لنستريح من جميع ما قد يثقل كواهلنا في محاولة طفولية لإيقاف الزمن وحجزه في كبسولة فضائية خاصة، ومحاولات شتى عديمة المعنى لإعادة ترتيب الخطوات التي كان علينا أن نفكر بها بعقلانية الزمن والمخلوقات والنوايا والوقائع، ولسبب ما – قد يكون صدفة – لم نفعل.

– يقول: لم يفت الأوان بعد.

و تقول: الأوان ماض مستمر في التقادم.

في حجرة ضيقة لم تعد تتسع ليد مكسورة، نتأمل العجز متجسداً في يد مكسورة، وأرضية مهتزة، وقدم لم تعد تثق بقدرتها على التوازن أو التقدم.

جميعنا نبلغ هذه المرحلة الضبابية من العجز، متجسدين في جسد سليم يحمل روحاً تعبت أو فقدت قدرتها على النظر إلى ما وراء الباب الشفاف. حين نفقد الرغبة والثقة معاً، نفقد صمتنا ولا تجد كلماتنا -مهما بلغت من المنطق في شيء- سبيلها إلى جواب مقنع سوى الصمت الجليدي.

في مرحلة ما من الرحلة إلى هذا الكوكب الشاسع الذي لم نر منه سوى ” خرم إبرة” نتوقف لا لنتخذ القرار، أو نمضي عن أو مع شيء أو كائن ما، بل نتوقف لأن الأبواب تشابهت حتى باتت ضبابية اللون والدفء والعنوان، حيث بتنا نقف لأننا اعتدنا الوقوف هنا بقلوب تشعر بالبرد أو الغياب وليس بالترحيب، لا أكثر.  فهل : “فات المعاد” حقاً؟

أبواب
أبواب، ضبابية، ذاكرة

30\8\2022 ، 5.33 PM

رنا سميع قاسم

Loading